القناة ـ محمد أيت بو
كشف الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس، اليوم الخميس، أنه جرى تفعيل القنوات الدبلوماسية من أجل حماية ولوج المنتوجات الفلاحية المغربية إلى الفضاء الأوروبي.
وجاء تصريح مصطفى بايتاس خلال الندوة الصحفية الأسبوعية عقب اجتماع المجلس الحكومي، في خضم ما تتعرض له الشاحنات المغربية المحملة بالمنتجات الفلاحية من تعطيل وإتلاف للبضائع من طرف المزارعين الأوروبيين.
وسجل الناطق الرسمي باسم الحكومة، أن “اتفاق التبادل الحر التي تؤطر ولوج المنتجات الفلاحية إلى الاتحاد الأوروبي هو إجمالي وشمولي وليس انتقائيا، إذ تم التفاوض على جميع تفاصيله من الكميات والمواد وغيرها”.
وأعلن الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة، أنه تم “تفعيل القنوات الديبلوماسية من أجل حماية ولوج المنتجات الفلاحية إلى هذا الفضاء”.
وكان ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقمين بالخارج، قد انتقد مطلع الأسبوع الجاري خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي ستيفان سيجورني، اعتراض شاحنات نقل البضائع المغربية في أوروبا.
ووصف بوريطة حينها استهداف المنتجات القادمة من جنوب البحر الأبيض المتوسط نحو أوروبا بـ”الأمر غير المنطقي”، موضحاً أن واردات المملكة المغربية من الاتحاد الأوروبي تفوق صادراتها.
وسجل رئيس الدبلوماسية المغربية، أن الاتحاد الأوروبي لديه فائض مع المملكة بنحو 600 مليون يورو في القطاع الفلاحي، ويحقق فائضا بنحو 10 ملايين يورو في مبادلاته التجارية بشكل عام مع المملكة.
وأضاف: “ما يقلقنا أكثر هو سياسة الخوف والرفض التي توجد في الفضاء المتوسطي، حيث انتقل الإشكال من قضايا الهجرة غير المشروعة إلى مختلف الأمور التي تأتي من الجنوب”.
“الباطرونا الفلاحية” تلجأ إلى القضاء
من جانب آخر، قررت الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية “كومادير” رفع شكاوى قضائية أمام المحاكم الإسبانية، بسبب ارتفاع وتيرة الهجمات “العدائية” في وسائل الإعلام وعلى أرض الواقع، من قبل المزارعين الإسبان، وتحولت إلى عمليات تخريب لشاحنات نقل الصادرات الفلاحية المغربية نحو دول الاتحاد الأوروبي.
“كومادير” في بلاغ صحفي، اعتبرت أن هذه الهجمات المتكررة تضر بالعلاقات التجارية النموذجية بين المغرب والاتحاد الأوروبي، وهي هجمات غير مبررة وترمي إلى نشر مغالطات إعلامية مغرضة تسئ إلى الفلاحين المغاربة وتلحق بهم ضررا بالغا.
ورفضت الكونفدرالية التعامل بالمثل والانتقام من الصادرات الفلاحية الإسبانية إلى المغرب، لافتة إلى أنها تعتزم مواصلة العمل مع شركائها الأوروبيين للحفاظ على العلاقات التجارية بين الطرفين، في إطار الاحترام المتبادل لتسهيل تدفق المنتجات الفلاحية دون السماح بأي تصرف غير مقبول.
وأبرزت أن المنتجات الفلاحية المغربية المصدرة إلى الاتحاد الأوروبي في إطار اتفاقية الشراكة المغربية الأوروبية تتميز بجودة عالية تستجيب بكل دقيق وصارم للمعايير القانونية المطلوبة بالأسواق الأوروبية.
وأردفت الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية، أن الأمر يتعلق بالخصوص بمعايير التسويق والمعايير الصحية وبمعايير الصحة النباتية، بحيث تخضع المنتجات المغربية لرقابة مسبقة من قبل السلطات المغربية قبل تصديرها، وكذلك من قبل السلطات الأوروبية قبل ولوج الأسواق الأوربية.