القناة: سعيد إبراهيم الحاج
أقدمت وزارة الداخلية قبل أشهر على تنفيذ قرار حل الفصائل المشجعة للفرق الوطنية والتي تعرف أساسا بـ”الالترات”، وذلك في خطوة منها لمحاربة الشغب الرياضي الذي بات لصيقا بالممارسة الكروية خلال المواسم الأخيرة بشكل كبير، إذ شكلت الأحداث التي عرفتها إحدى مباريات الرجاء الرياضي بالبيضاء، منطلق تنفيذ القرار، ليتواصل بمنع أي نشاط لهذه الفصائل بل حتى إدخال منتوجاتها للملاعب الوطنية.
وخرجت وزارة الداخلية بقرارها القاضي يحل روابط ”الالتراس” كخيار لمحاربة ظاهرة الشغب والحد من تنامي العنف داخل الملاعب الوطنية، معتبرة ذلك خطتها الأمنية لمحاربة الظاهرة، من منطلق منع التجمع الجماهيري الغير قانوني، إذ استندت على الفراغ القانوني للفصيل، بفعل عدم كونها غير موجودة من الناحية القانونية وغير مصرح بها.
وشكل قرار حل ”الالترات” ووضع الحد لنشاطاتها، موضوعا أسال الكثير من المداد مع مطلع الموسم الكروي الجاري، إذ يبقى السؤال هل حل “الالتراس” فعلا هو الحل الناجع للحد من ظاهرة الشغب كما ترى وزارة الداخلية التي أقدمت على إجهاض ”موفمون” الفصائل في مدرجات الملاعب الوطنية وبالتالي إجهاض الفرجة التي كانت أهم ما يميز جل المباريات في ظل تواضع المردود الفني.
وكشفت أطوار دورات البطولة في سادس مواسم الاحتراف، أن حل هذه الفصائل كان بمثابة المسمار الأخير في نعش الفرجة الكروية المغربية، بعد أن غابت كل أشكال الفرجة والتشويق عن الثلث الأول من الدوري، كما طبع الجمود مدرجات كل الملاعب الوطنية، إذ صارت المواجهات تجرى أمام مدرجات فارغة، بل أكثر من ذلك لم تنجح خطة السلطات في الحد من ظاهرة الشغب بقرارها سالف الذكر، حيث تواصلت أعمال الشغب وكانت من بين العناوين البارزة للثلث الأول من الموسم الكروي الجاري.
ولم تنجح وزارة الداخلية في بلوغ هدفها المحدد في محاربة الشغب الرياضي بالملاعب الوطنية، بعد خطتها الأمنية التي حددتها مع بداية الموسم الجاري في حل روابط “الالتراس”، إذ تواصلت أعمال الشغب في العديد من المباريات التي عرفت حضورا جماهيرا غفيرا، كما كان بالتحديد في مباراة إياب نصف نهائي كأس العرش بطنجة، بعد مباراة اتحاد طنجة والمغرب الفاسي، إضافة لمباراة ديربي البيضاء الـ121 باكادير، حيث تعرضت العديد من ممتلكات الساكنة للتهجم من طرف الجماهير الغاضبة عن تعادل الغريمين.
وفي ظل تواصل أعمال الشغب في الملاعب الرياضية الوطنية، وفشل وزارة الداخلية في الحد من العنف الذي يسبق أو يعقب المواجهات الكروية بالمغرب رغم قرارها سالف الذكر، يبقى السؤال عريض، هل حل ”الالتراس” فعلا هو الحل؟