القناة ـ محمد أيت بو
سجلت المندوبية السامية للتخطيط، تغيراً في نمط بنية الاستهلاك لدى الأسر المغربية، بحيث رصدت انخفاضاً في النفقات الغذائية ونفقات التجهيزات المنزلية ونفقات الترفيه مقابل ارتفاع النفقات الصحية ونفقات الاتصال، بعد جائحة كورونا.
وأوضحت المندوبية في دراسة لـ”تطور الفوارق الاجتماعية في سياق آثار كوفيد- 19 وارتفاع الأسعار”، أنه بسبب الأزمة الصحية، خفضت الأسر بشكل حاد النفقات المخصصة لـ “التجهيزات المنزلية” بنسبة 19,1٪ سنويًا بالأسعار الثابتة. كما سجلت نفقات الأنشطة الترفيهية انخفاضًا سنويًا هاما بلغ 14,3٪. في حين، بلغ هذا الانخفاض 5.9٪ بالنسبة للباس والأحذية و2.4٪ بالنسبة للتغذية، و 2٪ بالنسبة للنقل.
وبالمقابل، يضيف المصدر ذاته، أنه عرفت النفقات الصحية ونفقات الاتصال ارتفاعا سنويا بلغ على التوالي 10,9٪ و4,6٪. ويرجع ذلك إلى ارتفاع كلفة نفقات التدابير الوقائية للحد من انتشار وباء كوفيد-19 وإلى تكثيف استعمال تكنولوجيا الاتصال منذ بداية الأزمة الصحية.
وأدت الاثار السلبية لجائحة كوفيد-19 على الوضع الاجتماعي والاقتصادي للأسر إلى زيادة الفوارق الاجتماعية، حيث ارتفعت نسبة النفقات لدى خمس الاسر الأكثر يسرا من 46,1٪ سنة 2019 إلى 47,7٪ سنة 2021، مقابل انخفاض من 7٪ إلى 6,5٪ بالنسبة لخمس الأسر الأقل يسرا.
وفقًا لمؤشر جيني، يضيف المصدر نفسه، ارتفعت الفوارق الاجتماعية بنقطتين مئويتين تقريبًا خلال هذه الفترة، و ذلك من 38,5٪ إلى 40,3٪ على المستوى الوطني، ومن 37,2٪ إلى 39,1٪ في المناطق الحضرية ومن 30,2٪ إلى 31,9٪ في المناطق القروية .
وجرى تحديد آثار كوفيد-19 على الفوارق الإجتماعية بناء على قياس تأثير التغيرات المرصودة في استهلاك الأسر، بين سنتي 2019 و2021، على التوزيع الاجتماعي لمستوى المعيشة. وذلك من خلال معطيات المرحلة الثالثة من البحث الوطني حول تداعيات كوفيد-19.
واستندت الدراسة على بنيات النفقات حسب البحث الوطني حول الاستهلاك ونفقات الأسر 2013/2014 ومعطيات البحث الشهري للأثمان عند الاستهلاك والبحث الوطني حول مصادر الدخل 2019، بالإضافة إلى معطيات المرحلة الثالثة من البحث الوطني حول تداعيات جائحة كوفيد-19 على الوضع الاجتماعي والاقتصادي للأسر 2021/2022.