القناة ـ محمد أيت بو
قال إدريس الكنبوري، الأستاذ الباحث في العلوم السياسية في جامعة محمد الخامس في الرباط، أن قرار حزب التقدم والاشتراكية الانسحاب من الحكومة سعد الدين العثماني هو ’قرار هروب لا قرار انسحاب’.
وأضاف المحلل السياسي ’هذا واضح لأن الحزب كان مجرد وديعة لابن كيران عند العثماني، وتضرر من المفاوضات الأخيرة لتعديل الحكومة لأن حصته ستتقلص بل ربما تكهن سلفا بإمكانية الاستغناء عنه وتركه يسقط بشكل حر’.
واعتبر المتحدث أن ’البلاغ الذي أصدره الديوان السياسي مثير، وهذا يكشف تخبط الأحزاب السياسية في المغرب’، مردفا ’لا أفهم لماذا تكتب هذه الأحزاب بلاغات بهذا الشكل مليئة بالتناقض والارتباك وتريد أن تقول فيها كل شيء دون مناسبة’.
وانتقد الباحث موقف حزب ’الكتاب’ الذي قال إنه ’وجد في جميع الحكومات الخمسة أو الستة الأخيرة ثم يريد أن يختم بشهادة مزورة تلقي اللوم على الآخرين’، مشيرا إلى أن بلاغه ’يتمسح بالخطب الملكية الأخيرة لتوجيه النقد إلى الحكومة وكأنه كان في غيبوبة وصحا بعد الخطب الملكية’.
وقال ادريس الكنبوري: ’المشكلة أن التوقيت لم يكن في صالح القرار، لأن الملك يخطب منذ ثلاث سنوات خطبا قوية وليس الآن فقط. ثم إن الحزب أدرك بأنه لم يعد مطلوبا فسارع في البلاغ إلى تأكيد انتمائه إلى عائلة اليسار، لكن اليسار هو الذي انتقده عندما تحالف عام 2012 مع العدالة والتنمية ولم ينصت إليه’.
وختم المحلل السياسي حديثه بالتأكيد على أن عرضه ’ليس تسفيه موقف الحزب’، موضحا: ’الحزب حر في قراراته، لكن أتحدث بحرارة المواطن والمثقف الذي يسوؤه المستوى الذي وصلناه من الانحطاط والتلفيق والتلبيس’.
وأعلن حزب التقدم والاشتراكية، في وقت متأخر من ليلة أمس الثلاثاء، الخروج من حكومة سعد الدين العثماني، في بلاغ مطول هاجم فيه الأغلبية الحكومية، فيما يرى محللون أن تسرع الحزب يأتي بعد تأكد عدم ظفره بأية حقيبة وزارية في الحكومة المرتقبة.