القناة من الدار البيضاء
أصبحت ظاهرة ما يسمى بالشريفة من بين أكثر الظواهر رواجا في الآونة الأخيرة بالمجتمع المغربي، سيدة أربعينية تدعي أنها تستطيع التعاطي مع الجن ومداواة المرضى الملبوسين به، ولمن لا يصدقها ‘لن تكون أموره طريفة أو بخير’ على حد تعبيرها.
مجموعة من مقاطع الفيديوهات أصبحت تروج مؤخرا بمواقع التواصل الاجتماعي، تحمل في مضمونها معلومات مغلوطة للمتلقي وتوجهه لـ’الفقير’ بهدف العلاج بأرخص مقابل ممكن من أمراض سواء نفسية كانت أو حتى عضوية.
وتدعي ‘الشريفة’ قدرتها على شفاء المقبلين عليها بلمس مناطق مختلفة من أجسامهم، وتقول أنه شيء يمكنها من التواصل مع الجن، الذي غالبا يكون السبب في العوارض على المريض في كل الحالات الواردة.
يلقبونها أيضا بـ’مولات البركة’، ما يعني أن لها طاقة سحرية خاصة تستطيع تشخيص المرض واستخراج الجن من الإنس، الأكثر من ذلك، هو أن الأماكن والمناطق العشوائية في المناطق الشعبية لم تعد مكانا وحيدا لاستقطاب المرضى، حيث أصبح لـ’مولات البركة’ مكانها على مواقع التواصل الاجتماعي أيضا.
نستذكر جرائم عديدة للاغتصاب والتحرش الجنسي، سجلها القانون في حق المرضى ممن استطبهم التداوي بالرقية الشرعية وعلى يد رقاة ملتحين، فما الوقع الجديد لـ’مولات البركة’ على المجتمع حاليا بعد اقتحامهن هذا المجال، خصوصا في ظل شهرتها إعلاميا أكثر من خلال بعض المواقع، التي تعطيها الشرعية والمصداقية بالمزاولة في ظل قانون غافل.
فأين وزارة الصحة والداخلية من هذا الاستهتار بصحة المواطنين وكذا سذاجتهم؟