القناة ـ محمد بن لحسن
يبدو أن قيادات حزب العدالة والتنمية، تعتقد أن ذاكرة المغاربة “قاصرة”، ولا تتمتع بقدر كاف من القدرات التحليلية لربط تأثيرات قراراتها على ما يعيشونه في زمن الناس هذا، حين كان “المصباح” على رأس المسؤولية الحكومية لعشر سنوات.
مناسبة هذا الحديث، ظهور المسؤول الحكومي الأسبق والقيادي في حزب العدالة والتنمية، إدريس الأزمي الإدريسي، في لقاء حزبي عقد مؤخراً، وهو ينسف مجهودات الحكومة الحالية لمواجهة ارتفاع الأسعار ومحاولة التحكم في تأثير تقلبات السوق الدولية على الاقتصاد الوطني، بعد أن كان الأزمي بشحمه ولحمه، يدافع بشراسة في الأمس القريب عن قرارات حكومة رئيسه عبد الإله بنكيران القاضية بتحرير السوق والأسعار.
القيادي في حزب العدالة والتنمية خلال حلوله ضيفا على الدورة الثالثة عشر للجامعة الشعبية المنظمة من طرف حزب الحركة الشعبية، الأسبوع الماضي، أرجع الظرفية الحالية التي تعيشها بلادنا من ارتفاع في أسعار المواد الفلاحية إلى أنها ثمار سياسة فلاحية “خاطئة” نهجها المغرب لسنوات.
على النقيض من ذلك، وبإعادة شريط تدخلات إدريس الأزمي الإدريسي إلى الوراء قليلاً حين كان يتولى منصب الوزير المنتدب لدى وزير الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية في حكومة بنكيران، كان يصف هذه السياسة الفلاحية بـ”الناجحة”.
والشاهد عندنا هنا، مروره التلفزي على القناة الثانية “دوزيم” في برنامج مباشرة معكم عام 2013، حين قال عن السياسة الفلاحية الخاطئة اليوم والناجحة بالأمس، بالحرف: “الفلاحة المغربية تطورت بفضل المخطط الأخضر، فيها جانب زراعي وأمور أخرى، وتركيبتها عرفت تطورا”.
إدريس الأزمي ربما أغفل أو تملكه الحماس زيادة وهو في حضرة “الحركيين”، أن التاريخ لا ينسى وأن أرشيف المئات من تصريحاته لن تمحى من ذاكرة مواقع تحميل الفيديوهات، وهو يهاجم السياسة الفلاحية للمملكة على رأسها مخطط المغرب الأخضر، بعد أن كان يدافع عنها بشراسة حين كان في موقع المسؤولية الحكومية.