القناة من الدار البيضاء
قدم محمد أوجار، وزير العدل، درسا في التاريخ لقبيلة اليساريين والإسلاميين بالمغرب، مركزا على اختيار الديمقراطية الاجتماعية كخيار ثالث بالنسبة للتجمع الوطني للأحرار، خلال حلوله ضيفا على النسخة الثالثة من “خميس الديمقراطية”، الموعد الحواري الذي ينظمه “الأحرار” أخر خميس من كل شهر.
وسرد عضو المكتب السياسي للتجمع الوطني للأحرار، مسار ظهور الديمقراطية الاجتماعية، التي يتبناها “الأحرار”، كإيديولوجية سياسية بديلة عن الاشتراكية من جهة والليبرالية من جهة ثانية، هاتين الإيديولوجيتين اللتين قسمتا العالم إلى غاية نهاية الثمانينيات، وهو ما أطلق عليه بالقطبية الثنائية بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها.
وأوضح المسؤول الحكومي، أن الديمقراطية الاجتماعية هي طريق ثالث، جمعت أفضل ما جاء في منظومة تنتصر للإنسان بالمطلق (الليبرالية) ولقيم الحرية الشخصية وحرية الأسواق، وفي منظومة تعاكسها (الاشتراكية) التي تجعل دور الدولة محوريا في كل شيء.
من جهة ثانية، لم يفت أوجار، خلال اللقاء، الإشارة إلى أن حجم الحقد والكراهية والقذف المعبر عنه اليوم مقلق، بل هناك تيارات تربي الأجيال الصاعدة على السوداوية وعلى تبخيس كل ما هو مغربي.
كما انتقد الشعبوية، معتبرا أن كل ما يهم أصحابها هو تحقيق مكاسب انتخابية، عبر المتاجرة في الدين، وإطلاق الوعود والشعارات دون مسؤولية.
من جانب آخر، اعتبر أوجار أن المجتمع المغربي، نجح في وضع أسس تجربة فريدة للعيش المشترك، عندما احتضن العربي والأمازيغي واليهودي والعابر والزائر، قبل أن يعود للتأكيد أن تيارات سياسية اليوم تحاول نسف هذا العيش المشترك، بالدعوة إلى طروحات ترفض الآخر وتصنفه حسب عقائده، داعيا في هذا السياق إلى “المغربة” وإلى زرع قيم “تمغرابيت” في الأجيال.