القناة – متابعة
بالموازاة مع إصرارها على ضرورة إدخال المساعدات للمدنيين في غزة، عمدت الولايات المتحدة على إنزال حمولات من المواد الغذائية عن طريق طائرات عسكرية بمعية القوات الأردنية.
ووفقا للقيادة المركزية الأميركية “سنتكوم”، أسقطت القوات الأميركية والأردنية حوالي 38 ألف وجبة بالمظلات على طول ساحل القطاع، السبت.
ورغم أن هذه العملية مكلفة، وغير مواتية لإيصال كميات كبيرة، إلا أنها الوحيدة المتاحة الآن، وفق رئيس المنظمة الدولية للاجئين، جيريمي كونينديك، والذي كان أيضا مشرفا على مكتب الإغاثة الأجنبية التابعة للوكالة الأميركية للتنمية “USAID” في عهد رئاسة باراك أوباما.
كونينديك، قال الأربعاء، في حديث للإذاعة الأميركية العامة (إن بي آر)، إن إسقاط المساعدات جوا هو الملاذ الأخير، معتبرا قيام الولايات المتحدة بذلك الآن “مفارقة قاتمة”.
وشدد على أن عمليات الإنزال الجوي “تعتبر الطريقة الأقل كفاءة لتوصيل المساعدات، لذلك يتم استخدامها بشكل مقتصد للغاية وفقط عندما لا تكون هناك طريقة أخرى لإيصال المساعدات”.
تجارب سابقة
لفت المتحدث في السياق إلى أنه، عندما كان الأيزيديون العراقيون يفرون من مسلحي داعش الذين طردوهم من مدينتهم، فروا إلى جبل سنجار.
وقال: “في عام 2014، عندما كنت عضوا في جهود الإغاثة الأميركية، قمنا بتنظيم عمليات إنزال جوي للجيش الأميركي على جبل سنجار لدعمهم”.
وتابع “خارج هذا النوع من المواقف، يكون الأمر نادرا جدا.. لا أستطيع تذكر مكان استخدمنا فيه الطائرات بينما كان بالإمكان الوصول إلى الناس عن طريق بري”.
طريقة غير فعالة؟ .. كيف؟
في إجابته على هذا السؤال أوضح كونينديك أن التكلفة العالية تجعل هذه الطريقة غير ناجعة تماما.
وقال: “تكلفة المساعدات عن طريق الجو هي 8 إلى 10 أضعاف التكلفة اللوجستية مقارنة بالنقل البري” ما يجعل أحجام الطرود أصغر بكثير.
والأسبوع الماضي، أبدت سامانثا باور، مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في الشرق الأوسط، حسرتها من حقيقة أن حوالي 96 شاحنة فقط، في المتوسط، يتم السماح لها بالدخول إلى غزة يوميا.
يذكر أن حمولة الطائرات الثلاث التي أسقطتها الولايات المتحدة الأسبوع الماضي تعادل حمولة أربع إلى ست شاحنات فقط.
كونينديك قال أيضا إنه هذا الوضع يعكس مستوى من الإحباط بسبب العرقلة المستمرة لآليات المساعدة من قبل الحكومة الإسرائيلية.
وقال ذلك، كونينديك تعليقا على محاولة الحكومة الإسرائيلية تنظيم توزيع المساعدات الخاصة بها في شمال غزة، بعد أن أمضت معظم الشهرين الماضيين في منع الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الأخرى من القيام بالمزيد من عمليات التسليم هناك.
قال كونينديك: “أعتقد أن معظم العاملين في المجال الإنساني يقولون الآن، إن الوقت قد حان، لممارسة بعض الضغط على إسرائيل بشأن العوائق التي تضعها في طريق المساعدات”.
يذكر أن إسرائيل تنفي إعاقة إدخال المساعدات، ووجهت أصابع الاتهام للأمم المتحدة بتأخيرها.