القناة – محمد أيت بو
كما كان متوقعا بعد الخطاب الأخير للملك محمد السادس، بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، وما حمله من رسائل مباشرة لكل من يهمه الأمر بخصوص ملف الصحراء المغربية، تحركت الآلة الدعائية والذباب الإلكتروني في الجزائر و’بوليساريو’ في محاولة للتشويش على رسائل الخطاب الملكي عبر المس برمز من رموز الأمة المغربية، عبر الإشاعة والابتزاز.
ورفض المغاربة على مختلف المنصات الإجتماعية التطاول واستهداف الملك محمد السادس كرمز للمغاربة وأميرا للمؤمنين، عبر حسابات جزائرية على موقع ’تويتر’، مؤكدين أن مثل هذه المناورات تطفو على السطح كلما حقق المغرب إختراقات وإنجازات دبلوماسية كبيرة، آخرها سحب دولة البيرو لاعترافها بما يسمى “البوليساريو”، وكذا الرسائل المباشرة والواضحة لشركاء المملكة سواء الجدد أو التقليديين باعتبار ملف الصحراء نظارة المغرب إلى العالم ومعيار تقيس به صدق الصداقات ونجاعة الشراكات.
استهداف الجالس على عرش المملكة المغربية هذه المرة بلغ مستويات غير مقبولة عبر حملات رخيصة مليئة بالتضليل والحرب الإعلامية، ما جعل المغاربة يردون عليها بتجديد التأكيد بتشبتهم بملكهم واعتزازهم بالنجاحات التي تحققها الدبلوماسية المغربية تحت قيادته، لوضع المملكة على سكة الدول المتقدمة المستقلة في قراراتها الخارجية والداخلية.
الشرقاوي: حملات مقيتة تقودها دول معادية
في هذا الصدد، يرى المحلل السياسي عمر الشرقاوي، أنه “لن تتوقف الحملات المقيتة التي تقودها مؤسسات استخباراتية منابر اعلامية ومنظمات شبه حقوقية ودول معادية وأجندات خفية لاستهداف الملك محمد السادس”.
وأضاف “الملك يرفض أن يكون ملكا خنوعا يملى عليه ولا يملي، ولا يقبل بأن يتحول بلده إلى خادم لدى الغير لا سيد نفسه، لكن سرعان ما تصطدم تلك الحملات المغرضة بصخرة الدولة المغربية القائمة على النظام الملكي الضارب في عمق التاريخ والدين والدستور”.
والمفارقة الحقيقية، يضيف الشرقاوي “أنه مع كل حملة استهداف جديدة ضد الملك في صحته وشرعيته الدستورية واستقرار نظام حكمه، تخرج المؤسسة الملكية أكثر قوة وأكثر مناعة وأعلى شرعية”.
وشدد المحلل السياسي ذاته، على أنه “واهم من يعتقد أن حملات الأعداء وأدواتهم الإعلامية سيحشر الملكية في الزاوية الضيقة بمزاعم باطلة. لأن جميع المغاربة يدركون جيدا قيمة ملكهم وملكيتهم والدور الاستراتيجي الذي قامت به وتقوم به لفائدة وطنها وشعبها”.
المودني: لماذا نحب ملكنا؟
من جانبه، تساءل الصحفي سامي المودني، “لماذا نحب ملكنا؟” قبل أن يجيب “ليس لأننا “عياشة” كما يحاول البعض الترويج له، ولا لأن لنا مصلحة معنوية أو مادية في ذلك؟”.
وأضاف “ندافع عن ملكنا لأنه رمز وحدة أمتنا وموحدها. ندافع عن ملكنا لأنه مثل الملوك العظام في تاريخ الأمم، اختار أن ينحاز دائما إلى الشعب وينتصر للاختيار الديمقراطي، نحب ملكنا لأنه صنع لنا موقعا بين الأمم ولم نعد نخضع للابتزاز بملف وحدتنا الترابية من طرف القوى الاستعمارية، وذلك نتيجة عمل هادئ وذو بعد استراتيجي وبعيد المدى”.
واعتبر رئيس المنتدى المغربي للصحفيين الشباب، أن هذا الوضع “أزعج بعض المتربصين، الذين لم يفهموا بعد، أن ماضي الابتزاز ما بقاش”، قبل أن يستدرك “صحيح عندنا مشاكلنا في التعليم والصحة ولكن نواجهها بوحدة الشعب والتمسك بثوابته الدستورية الأربعة الله والوطن والملك والاختيار الديمقراطي”.
وأوضح المودني أن “محاولات الابتزاز التي تجري بشكل مستمر عبر قنوات الصرف الصحي اليوتيوبية وبعض “المنظمات”، والتي بات واضحا جدا من يحرك خيوطها كما يحرك الدمى الجنسية، لم تعد تنفع في مغرب اليوم، مغرب العزة والكرامة. هذا ما لم تفهمه القوى الاستعمارية ولم يستوعبه الأعداء. نحن أمة ضاربة في التاريخ وملكية عمرها 12 قرنا ولن نخضع للابتزاز”.
بوعمري: الأمر لا يتعلق بخطاب ثورة الملك و الشعب
المحامي والناشط الحقوقي نوفل بوعمري، بدوره أكد على أنه “يجب أن نعد أنفسنا هذه الأيام للمزيد من الضرب تحت الحزام لكل ما هو ثابت و رمز من رموز المغرب”.
وأضاف “الأمر لا يتعلق بخطاب ثورة الملك و الشعب، بل ما شعرت به الدولة العميقة الفرنسية من أن زيارة وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بربوك للمغرب و هي الزيارة التي غطت في الإعلام الدولي على زيارة ماكرون للجزائر”.
واعتبر الناشط الحقوقي، أن “حكام فرنسا لم يتقبلوا أن يكون هناك برنامج لدولة أخرى بشمال إفريقيا تغطي على برنامجها الدعائي الذي يريد أن يُظهر ماكرون و كأنه منقذ أروبا من مخالب الروس في الجزائر”، مضيفا “الذي سرب الفيديو حول الملك بالتلاعب الذي تم فيه، واستنجد بفيديو قديم جدا لا هدف له غير التشويش على هذه الزيارة يعود لسنة 2017”.
وأوضح أن “ماكرون أراد أن يقدم نفسه الناطق باسم أروبا، لكن ألمانيا اليوم اخرجت نفسها من دائرة المستنقع الذي يريد ماكرون جر أوروبا إليه، وجوزيف بوريل كذلك أعاد التذكير بكون موقف الإتحاد الأوروبي هو نفسه الموقف الاسباني، و لم يقل الموقف الفرنسي وهو بذلك يكون قد عزل ماكرون نفسه وحيّد أوروبا عن زيارته”.
وأضاف بوعمري “ماكرون الذي أراد أن يكون الفاتح للجزائر، هو في مواجهة رسالة أكثر من 11 منظمة حقوقية و سياسية جزائرية تسائله عن الوضع الحقوقي في الجزائر و مسؤولية فرنسا عن ذلك، و تطالبه بطرح ملف حقوق الإنسان مع أركان النظام الجزائري، فهل ستكون له الجرأة حتى لا أقول شيئا آخر ليطرح هذا الأمر مع تبون اوشنقريحة كما فعل مع ولي العهد السعودي بن سلمان؟!”.
بنحليمة: للمغرب يدان يد توسع في الرزق ويد تدفع كيد الأشقياء
من جانبه، أكد الصحفي الجيلالي بنحليمة، أن “الملك محمد السادس الذي واجه كوطني حقيقي مستعمر بلده القديم، داعيا إياه بالوضوح التام والكامل في قضية المغرب الأولى والوجود في منطقة تصبح فيها الرؤية شفافة بمقياس النظارات المغربية، يواجه بحملة رخيصة مليئة بالتضليل والحرب الإعلامية الرخيصة”.
وكتب بنحليمة، قائلا: “كل مغربي اليوم مدعو لحماية مقدسات بلده، بما فيها رمزية المؤسسة الملكية العريقة، التي يسجدها اليوم الملك محمد السادس، الذي يملأ المغرب كل جزء في كيانه، والذي جعل من وحدة بلده الترابية معيارا وحيدا لصداقة المغرب مع الخارج، كما حال الملوك العظام، الذين يختارون وطنا غير منقوص، ويبذلون في ذلك النفس والولد”.
وأضاف: “كل مغربي مدعو أن يحمل في قلبه، جزء من شجاعة محمد السادس ليواجه بها المتربصين ببلده، فمحمد السادس لم يتحدى أي بلد بل تحدى فرنسا مستعمرنا القديم، والدولة التي ترى المغرب حديقة خلفية لها ومجرد ميدان لاستنبات شركات همومها محصورة في الربح واستنزاف دماء المغاربة، وهي فرنسا التي كانت لوقت ليس ببعيد تعتبر نفسها وصيا على المغرب في قضية وحدته الترابية، بل وتعتبر أي دعم منها في هذه القضية، مهما كان تافها، مِنةً يجب على المغرب أداء أقساطها تباعا ولسنوات وسنوات وفتح مدنه وقراه وشواطئه أمام الاستنزاف، وأمام الشجع”.
واسترسل قائلا: “هذا هو البلد الذي واجهه محمد السادس، وهو يعلم يقينا أنه سيواجه الحملات والابتزاز ودعاية الرخص، وطبعا وكأي ملك عظيم هو مستعد للمواجهة، لكن على “الماما” فرنسا أن تتحمل الكلفة، أو أن تضع نفسها حيث يمكن للمغرب في مسافة يراها فيها المغرب بجلاء ووضوح، وطبعا الرؤية ستكون بمقياس الوحدة الترابية للمغرب”.
وأوضح بنحليمة، أن “الذين يواجهون المغرب بأعطابه الداخلية، ومشاكله وفقره وسوء تنميته وضعف مسؤوليه، نحن أعلم بتلك الأعطاب ونحن نعارك أنفسنا فيها كل يوم وكل ساعة، لكننا متفقون على ثابت المؤسسة التي ترعى هذا البلد الأمين وحافظت عليه وعلى استقراره”.
جزء من الشجاعة أيضا، يقول المتحدث ذاته أن “يقطع المغرب روافد الوصاية الفرنسية المتغلغلة فينا نحن المغاربة، في إدارتنا في تعليمنا وحتى في بيوتنا وفي ثقافتنا في نومنا وأكلنا ومعيشنا، ولنعلم أننا نبيع الثمين بالذي هو أرخص، نطمر ثقافة عريقة تشبثا بفقاعات”، مضيفا “في الأخير للمغرب يدان يد توسع في الرزق ويد تدفع كيد الأشقياء”.
يونس دافقير: كلما هزمهم الملك عادوا للابتزاز والإشاعة
من جانبه، كتب الكاتب والصحفي يونس دافقير، أنه “كلما هزمهم الملك محمد السادس عادوا للابتزاز والإشاعة”، مضيفا أن “كل الروايات التي صنعت في الأشهر الماضية، من خيال، حول صحة الملك، وحروب السلطة حول الملك، تساقطت تباعا”.
وتابع المتحدث ذاته: “سقطت الإشاعات تباعا في خطابين على الأقل، لم تنزل الملكية إلى مستوى الصغار، ولا يمكنها ذلك، الملكيات العريقة تتصرف بأسلوب ملكي عريق”، مضيفا “في خطابي العرش وثورة الملك والشعب، ظهر الملك صوتا وصورة، خاطب شعبه في اوضاعه، ورهاناته، وكان ملهم الأمة في ظروف الأزمة العالمية”.
وأضاف “ظهر أن لاشيء في صحة الملك يمنع سير الدولة أو يمنع لقاءاته التواصلية مع شعبه، بل وقام بأكبر عملية تواصلية في شرح وتحليل الأزمة عوضا عن الحكومة”.
واستطرد المحدث ذاته “برزت رسائل الملكية العريقة من جديد، في صور المناسبات الوطنية الرسمية يظهر الملك وولي العهد والامير مولاي رشيد، وهي نفس الصور التي شاهدها المغاربة والعالم في عيد العرش وذكرى ثورة الملك والشعب”، مضيفا “في الصور رسالة ملك وولي عهده، وفي الصورة نسف عريق لإشاعات الغباء، ولسموم ترويج صورة مملكة غير مستقرة”.
واسترسل دافقير: “كانت الاجوبة واضحة على كل المخربقين، في الجوار العدواني القريب، كما في عواصم الابتزاز القديمة والجديدة، وطبعا لم يكن لدى تجار النصب والاحتيال من جواب يكذب الصوت والصورة”، مضيفا “كانت هذه فضيحتهم المدوية: االكذب، التضليل، احتقار الجمهور الذي يخاطبونه بالإشاعة، ثم جاء المضمون، كان خطابا الملك هجومان في هجوم واحد”.
واعتبر المتحدث ذاته، أنه “في خطاب العرش عاد الملك للأسئلة التحررية الكبرى: تحرير الإقتصاد الوطني من الارتهان لتقلبات الاسواق والشركاء، السير بعيدا عن التقاطبات الدولية في السوق، السيادة الطاقية والغذائية، وأساسا عدم السقوط في فخ الاستنزاف الجزائري”.
وتابع: “وكانت الرسالة واضحة : موضوع الصحراء ساليناه دوليا، ومن لا يعترف بسيادتنا غلى أرضنا لا مصالح اقتصادية معه”، معتبرا أن “هذا خطاب أرعب أصحاب الاشاعات والمصالح وتجار الابتزاز. ولذلك سيعودون للضرب بلا أخلاق من جديد، وبأسلوب الاشاعة والكذب، أسلوب الفاشلين، المبتزبن، والجبناء”.
وخلص دافقير إلى أنه “كما انهزموا في خطابي العرش وثورة الملك والشعب، سينهزمون من جديد، وإن غذا لناظره لقريب”.