القناة – وجدان بنوا
خرجت النقابات التعليمية من أول اجتماع مع الحكومة، الذي عقد يوم الاثنين المنصرم، بشأن النظام الأساسي الموحد لنساء ورجال التعليم، بعدد من التعهدات التي قدمها رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، وفي مقدمتها تجميد النظام الأساسي الجديد، وإيقاف الاقتطاع من الأجور ابتداء من الشهر المقبل.
وفي هذا الصدد، أكد رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالمغرب، نور الدين عكوري، في تصريح لجريدة “القناة”، أن الفيدرالية تلقت بارتياح مخرجات الحوار بين اللجنة الوزارية برئاسة رئيس الحكومة والنقابات التعليمية الأكثر تمثيلية”، معتبراً أن “الاجتماع خرج بنقط مهمة أبرزها تجميد النظام الأساسي ووقف الإقتطاع من أجور الأساتذة المضريبن، وهي المطالب التي كنا نطالب بها لحل هذا المشكل”.
واعتبر عكوري، أن هذا القرار يُظهر جدية الحكومة لحل هذا المشكل، “وفعلا قررت تجميد النظام الأساسي، أي توقيف العمل به إلى حين أن يتم النقاش حوله من طرف النقابات وكذلك التنسيقيات، في تاريخ 15 يناير المقبل كموعد نهائي من أجل التوافق بين جميع الأطراف حول النظام الأساسي الجديد لموظفي التربية الوطنية”.
وأضاف: “أن الاجتماع خرج كذلك بنقط مهمة بالنسبة لنا، وناقش جميع الإشكاليات المطروحة”، أهمها عدم الاقتطاع من أجور الشهور المقبلة.
ودعا نور الدين عكوري، الأساتذة والأستاذات إلى تغليب المصلحة الفضلى للتلاميذ، واستئناف العمل داخل الفصول الدراسية، وذلك في سياق تفاعل الحكومة مع مطالب النقابات التعليمية الأكثر تمثيلية.
ووجه عكوري، عبر صحيفة “القناة” الإخبارية، رسالة إلى عموم الأساتذة والأستاذات من أجل العودة لاستئناف العمل داخل الفصول الدراسية.
وتابع: “ندعو رجال ونساء التعليم للعودة إلى العمل، وتدريس أبناء الشعب، لأن أغلبية هؤلاء التلاميذ من الطبقة الفقيرة، ولا يتوفرون على الإمكانيات لأداء تكاليف الاستفادة من الساعات الإضافية خارج أسوار المدرسة العمومية”.
لماذا التجميد وليس الإلغاء؟
وشدد المتحدث ذاته، في اتصال هاتفي مع “القناة”، على أنه “لا مفر من الثقة في التزامات الحكومة، لأن الأمر لا يتعلق بحوار قطاعي صرف بين الأساتذة والوزارة الوصية، بل الأمر يتجاوز ذلك إلى قضية رأي عام”.
واستطرد عكوري، بالقول: “الكل تابع مخرجات الحوار بين رئيس الحكومة والنقابات التعليمية الأكثر تمثيلية”، مشيراً إلى أن “خلاصات الاجتماع يجب تنفيذها بعودة الأساتذة لاستئناف العمل داخل الفصول الدراسية”.
وبخصوص قرار تجميد النظام الأساسي، الذي أثار نقاشاً بين الأساتذة والأستاذات، قال نورالدين عكوري، إن “هذه النقطة استفسرنا بشأنها، وتعني تعليق العمل بهذا النظام إلى حين ظهور النتائج الفعلية للحوار”، بعد تحديد تاريخ 15 يناير المقبل كموعد نهائي من أجل التوافق بين جميع الأطراف حول النظام الأساسي الجديد لموظفي التربية الوطنية.
وعن عدم إلغاء النظام الأساسي برمته، أوضح نور الدين عكوري، أن “الفيدرالية استفسرت وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضية شكيب بنموسى، وتبين لها أن النظام الأساسي يتضمن نقاط مهمة في صالح بعض الأساتذة والأستاذات، وعلى سبيل المثال لا الحصر، المشرفين على التقاعد السنة المقبلة، الذين كانوا محصورين في السلم 11، وسيمكنهم النظام الأساسي من الاستفادة من درجة خارج السلم، لذلك لا يجب إلغائه نهائياً”.
وشدد على أهمية استحضار حسن النية في جولات الحوار القطاعي، من أجل تجويد النظام الأساسي الموحد، وإلغاء النقاط الخلافية في إطار مقاربة تشاركية لجميع المتدخلين في المنظومة التعليمية.
وكان رئيس الحكومة عزيز أخنوش، قد أكد الإثنين المنصرم، خلال اللقاء الذي عقده، مع ممثلي النقابات التعليمية الموقعة على محضر 14 يناير 2023، تجميد النظام الأساسي لموظفي التربية الوطنية.
وأوضح أخنوش، في تصريح للصحافة عقب هذا الاجتماع الذي عرف حضور كل من نادية فتاح، وزيرة الاقتصاد والمالية، وشكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ويونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، وفوزي لقجع، الوزير المنتدب المكلف بالميزانية (شارك عبر تقنية التناظر المرئي)، أنه “تقرر تجميد النظام الأساسي لموظفي التربية الوطنية في أفق تعديله، وتضمينه تحسين دخل موظفي وموظفات القطاع”.
وأبرز رئيس الحكومة أنه ” جرى التجاوب مع العديد من مطالب هذه النقابات، والتشديد على ضرورة استئناف الدراسة، لاسيما مع الدينامية الإيجابية الجديدة التي أفضى إليها الاجتماع”، مضيفا أن الحوار مع هذه النقابات “كان هاما وجد إيجابي وناقش جميع الإشكاليات المطروحة”.
مواكبة التلاميذ لضمان الزمن المدرسي
أكد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، أمس الثلاثاء بالرباط، أن الوزارة حريصة على مواكبة التلاميذ من أجل ضمان الزمن المدرسي.
وشدد بنموسى، في تصريح للصحافة عقب لقاء مع ممثلي جمعيات آباء وأولياء التلاميذ لإطلاعهم على مخرجات اجتماع رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، أمس الاثنين، بالنقابات التعليمية، حيث تقرر تجميد النظام الأساسي لموظفي التربية الوطنية، على الجهود التي تبذلها الوزارة “من أجل تقديم الدعم التربوي للتلاميذ، الراغبين في ذلك، خلال العطلة المقبلة، وتوفير الظروف الملائمة لإنجاح هذه العملية الاستثنائية”.
كما أعرب عن أمل الوزارة وممثلي جمعيات آباء وأولياء التلاميذ في استئناف الدراسة من أجل حفظ مصلحة تلاميذ المدرسة العمومية وتفادي عدم تكافؤ الفرص، لا سيما في ظل استمرار الدراسة في التعليم الخاص.
من جانبهم، قدم ممثلو جمعيات آباء وأولياء التلاميذ مقترحات من أجل تدارك الزمن المدرسي، معربين عن أملهم في استئناف الدراسة ضمانا لتكافؤ الفرص بين جميع التلاميذ.