القناة من الرباط
أحبطت القمة الروسية – الإفريقية في دورتها الثانية المنعقدة بسانت بطرسبرغ، والتي عرفت مشاركة وازنة للمغرب، مناورات خصوم الوحد الترابية للمملكة، وعلى رأسهم جنوب أفريقيا والجزائر، اللتان بذلتا جهدهما لمشاركة جبهة البوليساريو في هذا الحدث الدولي.
فموسكو قامت بدعوة جميع الدول الإفريقية التي تربطها بها علاقات ثنائية والتي تحظى باعتراف الأمم المتحدة، على الرغم من الضغوط التي مارستها بعض الدول، مثل جنوب إفريقيا والجزائر، مستغلة صداقتها مع روسيا من أجل إشراك جبهة البوليساريو في هذه القمة.
وبدا هذا الإحباط جليا من الوهلة الأولى، حيث إن الدول الإفريقية المعترف بها من طرف روسيا، هي فقط التي تمت دعوتها للمشاركة في القمة (49) دولة. وهو ما يعني أن هذه القمة كرست مبدأ أن المشاركة مفتوحة فقط أمام الدول الإفريقية المعترف بها من طرف الأمم المتحدة.
كما أن جميع الوثائق التي تم اعتمادها في نهاية هذه القمة، بما في ذلك البيانات الأربعة وخطة العمل، تحدد بشكل واضح لا لبس فيه شكل المشاركة. إذ تستخدم الفقرة التمهيدية لجميع هذه الوثائق الرسمية الصياغة التالية “نحن رؤساء الدولة وحكومات الفيدرالية الروسية والدول الإفريقية المعترف بها من طرف منظمة الأمم المتحدة (المشار إليها فيما يلي باسم الفيدرالية الروسية والدول الإفريقية) وممثلي الاتحاد الإفريقي والمنظمات الرائدة في الاندماج الإفريقي”.
هذا التمرين، أثبت بشكل واضح ونهائي أن فقط .54 دولة إفريقية عضو في الاتحاد الإفريقي المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، هي أعضاء في هذه القمة.
كما أن الموقف الذي اتخذته روسيا، قطع بشكل واضح وبدون غموض، مع ذلك الذي تبناه الاتحاد الأوروبي، والذي دعا في ظل الرئاسة الفرنسية، رئيس جبهة البوليساريو الوهمية، في انتهاك للشرعية الدولية، إلى المشاركة في القمة الأوروبية الإفريقية التي عقدت ببروكسيل في فبراير 2022.
علما أن زعيم البوليساريو يتابع من لدن عدة هيئات قضائية أوروبية، لارتكابه جرائم حرب وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. كما أنه يقود مجموعة مسلحة خارجة عن القانون (ميليشيا)، نددت باتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة برعاية الأمم المتحدة، والتي تهدد أمن المغرب بإعلان الحرب عليه.