القناة من الدار البيضاء
يتجه حزب العدالة والتنمية نحو التخلي تدريجيا عن رأسماله الديني، الذي استغله دائما لحجز مكانة وسط المشهد السياسي المغربي واستمالة أصوات الناخبين في المحطات الانتخابية الحاسمة، فهل يتجه الحزب الإسلامي نحو اعتناق مبادئ الحداثة والعلمانية للتغطية على الفضائح الأخلاقية التي تنفجر بين الفينة والأخرى وسط بيت ’المصباح’؟.
ما عُرف بفضيحة ماء العينين في باريس الفرنسية، أظهرت استعداد القيادات الإسلامية في التخلي عن المبادئ – الحجاب، العفة، الطهرانية – التي حاولت بها اقناع جزء من المغاربة، بعد وصولها لمبتغاها وخروجها من ’منفى المعارضة’، إلى نعيم المناصب والامتيازات الحكومية والبرلمانية وغيرها من المسؤوليات التي تُدر امتيازات بالجملة.
في حديثه مع ماء العينين حول الواقعة، أقر بنكيران بالقول: ’أنا لو جاءتني ابنتي تقول لي:إني أفكر في خلع الحجاب فسأقول لها ذلك شأنك وحدك’، وهو ما يظهر أن ما اعتبرته القيادات الإسلامية في مجالسها الدينية والدعوية خلال بدايات مسارها، فرضا دينيا، أصبح اليوم قابل لتركه وأصبح مسألة حرية فردية كما تنادي بذلك التيارات الديمقراطية والحداثية.
واقعة ماء العينين ليست الأولى، بل سبقها إلى ذلك زميلها في الحزب، محمد يتيم، حين سقط في المحظور ’الديني’، في فرنسا، رفقة مدلكته التي اعترف بعلاقتهما بعد انتشر صوره معها في الشارع العام الباريسي، رغم أن العلاقات الانسانية من هذا النوع يعتبرها الحزب الإسلامي ’محرمة شرعا’، إلا أن المدافعين عنه استبدلوا مصطلح ’الحرام شرعا’، بـكونها ’علاقة رضائية’ في محاولة للتخفيف من الصدمة لدى الموريدين.