القناة من الدار البيضاء
دعا الملتقى التحضيري لمنتدى المبادرات الشبابية البديلة بالمحمدية، الذي نظمته كل من حركة الشباب الجهوية لجمعيات الأحياء وجمعية كوارارا للفنون والثقافات، خلال الفترة من 10 إلى 12 يناير 2025، (دعا) إلى توفير الدعم الكافي للقطاع الثقافي والفني وتقديم البنية التحتية التي تدعم الفنون البديلة.
وشدد المشاركون في الملتقى، على أهمية تعزيز قدرات الإعلام الجمعوي وتوفير الدعم المالي والتقني له لمواكبة التحولات الرقمية الحالية.
كما أوصى المشاركون بتعزيز الشفافية في التمويل، وضرورة أن تكون آليات دعم الجمعيات والمبادرات أكثر شفافية وتنظيمًا، مع تفعيل آليات مشاركة فعالة من خلال الجمعيات والمؤسسات.
من جانب آخر، أكد المصدر نفسه، على تشجيع التعاون والشراكة بين الجمعيات المحلية والمنظمات الدولية لتطوير المشاريع المجتمعية في مختلف المجالات مع الحرص على ضمان استقلاليتها.
وجاء في البيان الختامي للملتقى، أن هذا الحدث يأتي كمحطة تحضيرية أساسية لمنتدى المبادرات الشبابية البديلة، حيث تناول المشاركون مجموعة من المواضيع الحيوية التي تم الاتفاق عليها في ورشة التنسيق والتكامل، مع التركيز على دور الجمعيات في السياسات العمومية، البدائل الثقافية والفنية، والإعلام البديل.
التعبئة والمشاركة المواطنة
وأفاد البيان، بأن المحور الأول للملتقى والذي ركز على التعبئة والمشاركة المواطنة، فقد تمحور النقاش حول موقع وأدوار النسيج الجمعوي في التفاعل مع السياسات العمومية، وأكد المشاركون على التحديات التي تواجه الجمعيات في علاقاتها مع المؤسسات العمومية.
وسلط الضوء على الخلافات بين الجمعيات والمؤسسات العمومية، والتي غالبًا ما تتسم بقلة التعاون وضعف الثقة بين الطرفين. هذا الوضع يعوق بشكل كبير دور الجمعيات في التعبئة المجتمعية والمشاركة الفعالة في بناء السياسات العمومية المحلية والوطنية.
كما تطرق إلى التحديات المرتبطة ببرامج الدعم والتمويل العمومي، حيث أشار المشاركون إلى أن غياب الشفافية في آليات الدعم واختيار المشاريع الممولة، بالإضافة إلى انتقائية بعض الجهات المانحة، يشكل عائقًا كبيرًا أمام الجمعيات في تنفيذ مشاريعها.
وناقش المشاركون ضرورة خلق آليات تشاركية حقيقية بين الجمعيات والمؤسسات المعنية من خلال التشاور الفعلي وتنظيم لقاءات دورية لضمان أن تكون البرامج والأنشطة التي تقدمها الجمعيات متوافقة مع احتياجات المجتمع.
البدائل الثقافية والفنية
أما المحور الثاني المتعلق بالبدائل الثقافية والفنية، فقد تم التأكيد على دور هذه البدائل في تجديد المشهد الثقافي والفني في المغرب.
وتحدث المشاركون عن أهمية دعم المبادرات الثقافية والفنية التي تمثل صوت الشباب وتعبيراتهم الفنية، مثل فرق مسرح الشارع والموسيقى البديلة التي تعكس القضايا الاجتماعية والحقوقية.
وتخلل النقاش الحديث عن التحديات التي تواجه المبادرات الثقافية والفنية، ومنها نقص الدعم المالي والتقني، بالإضافة إلى ضعف البنية التحتية الثقافية المتاحة لهذه المبادرات.
كما ناقش أيضًا غياب رؤية واضحة من الدولة لدعم القطاع الثقافي والفني، مما يعيق قدرة المبادرات على التوسع والنمو.
وطرح المشاركون ضرورة دعم المشاريع والمبادرات، التي تعكس النموذج الثقافي البديل الذي يساهم في تطوير الفنون المجتمعية.
الإعلام البديل والإعلام الجمعوي
أوضح المصدر نفسه، أن المحور الثالث، تناول دور الإعلام البديل والإعلام الجمعوي في دعم المشاركة المجتمعية وتعزيز حقوق الإنسان.
وتركز النقاش حول دور الإعلام الجمعوي في تسليط الضوء على القضايا المجتمعية المغيبة في الخطاب الإعلامي السائد، مثل حقوق الفئات المهمشة وتعزيز المشاركة السياسية والمدنية.
وأكد المشاركون على أن الإعلام الجمعوي يجب أن يكون أكثر مهنية ويواكب التحولات الرقمية الحديثة لتوسيع دائرة تأثيره على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشار إلى أن الإعلام الجمعوي يواجه العديد من التحديات، من أبرزها غياب الدعم المالي والقانوني المخصص لهذه المبادرات الإعلامية، وكذلك ضعف التنسيق بين مختلف التجارب الإعلامية في المجتمع المدني.
وأوصى المشاركون بضرورة تنظيم دورات تدريبية لصقل مهارات الإعلاميين الجمعويين في مجال الصحافة الرقمية، وإيجاد آليات قانونية تضمن حرية التعبير واستقلالية الإعلام الجمعوي.
وخلص البيان إلى أن الملتقى التحضيري لمنتدى المبادرات الشبابية البديلة شكل فرصة حيوية لتسليط الضوء على قضايا هامة تمس الجمعيات والمجتمع المدني بشكل عام، مع الدعوة للإجتهاد في خلق فضاءات النقاش والتبادل بين النسيج الجمعوي
وأشار إلى أن النقاشات أظهرت أن هناك حاجة ماسة لتفعيل آليات الشراكة بين الجمعيات والدولة والجهات المانحة، إلى جانب ضرورة دعم الفعاليات الثقافية والفنية والإعلامية البديلة التي تساهم في بناء مجتمع أكثر عدالة وتنوعًا.