القناة ـ محمد أيت بو
كل المؤشرات والأجواء وسط الحقل السياسي المغربي، توحي بأن الأحزاب المغربية تصارع الزمن للاستعداد الجيد للاستحقاقات التشريعية المقبلة لسنة 2021، وتحاول طرح بديل في محاولة منها لإقناع الفئة الناخبة المغربية برؤيتها وبرامجها فيما يشبه حملة انتخابية سابقة لأوانها.
ولعل ما يعرفه حزب التجمع الوطني للأحرار، من دينامية تنظيمية وصولات وجولات مكتبه السياسي في مختلف ربوع المملكة، عبر تعزيز هياكله الموازية وإنتاج تصورات مستقبلية ونموذج تنموي يستجيب لتطلعات المغاربة، جعل الكثيرون يرشحونه لخلق المفاجأة خلال الاستحقاقات القادمة، فهل يفعلها حزب ’الحمامة’؟.
حزب ’الأحرار’ دخل مرحلة الاستعداد الجيد مبكرا، بالقيادة الجديدة لعزيز أخنوش، فمباشرة بعد المؤتمر الوطني وضع برنامجا دقيقا سوقه من خلال مؤتمراته الجهوية والإقليمية وإرساء أسس حزب قوي من خلال تأسيس الهياكل الموازية أبرزها الشبيبة ومنظمة المرأة وباقي الروافد، وتبني فكرة الانفتاح على الأطر والكفاءات والالتزام بسياسة القرب من المواطن والجالية المغربية، مما جعله يكون رقما صعبا في المعادلة الحزبية المغربية.
وبكل موضوعية، فسيجد حزب التجمع الوطني للأحرار، منافسة سياسية قوية مع عدد من المنافسين، داخل المشهد السياسي المغربي، من أحزاب تحاول، دخول المربع الذهبي للمشهد الانتخابي لسنة 2021.
وبخلاف الأحزاب التقليدية، بمن فيها حزب العدالة والتنمية، الذي يعيش على وقع الصدمات السياسية والاخلاقية الداخلية وتراجعا رهيبا على مستوى الوضع التنظيمي الداخلي، فهناك أحزاب أخرى تتحرك على مستويات متعددة للحاق بركب السباق الانتخابي من الآن.
الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية غلى سبيل المثال، رغم أنه عرفا تراجعا كبيرا على مستوى التواجد الميداني والدينامية الداخلية، إلا أن قيادتهما اعتبرت في محطات سابقة أنهما يعشيان مرحلة ترتيب الأوراق والمراجعة.
أمام كل هذه الدينامية الجديدة التي يعرفها الحقل الحزبي والسياسي المغربي، عبر انتاج نماذج تنموية جديدة وتقوية المنظمات الموازية، تبقى القدرة على اقناع المواطن المغربي المحدد والفيصل خلال استحقاقات 2021.