القناة ـ محمد أيت بو
السجال السياسي الذي طفى إلى السطح مؤخرا، بين حزبي العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار، والذي وصل مستوى متقدم من التشنج بينهما، يطرح من جديد مسألة التنسيق والتواصل بين مكونات التحالف الحكومي.
ويرى متابعون للشأن السياسي أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد تدافع سياسي مشروع، لإعادة التموقع داخل المشهد السياسي، لاسيما بعد الدينامية التي عرفها حزب التجمع الوطني للأحرار، التي أزعجت “إخوان العثماني”، وانتشائه بنجاح الجامعة الصيفية لشبيبته المقامة بمراكش الأسبوع الماضي وأيضا فوز مرشحه في الانتخابات الجزئية بالمضيق ـ الفنيدق.
في هذا الصدد، يرى المحلل السياسي، حفيظ الزهري، أن ” تبادل التلاسن ورسائل المعاتبة بين الحزبين الأساسيين في التحالف الحكومي يمكن اعتباره نتاج غياب آليات التنسيق والتواصل داخل هذا التحالف المتعدد التوجهات واختلاف الأيديولوجيات”.
وعن مخلفات هذا السجال الحاد، قال الزهري في تصريح خص به “القناة”، إنه “قد ينتج عنه المزيد الصدامات خاصة ونحن مقبلون على الدخول السياسي الذي يتميز هذه السنة بخصوصيات وأجندات قد تجعل هذه الأحزاب في تسابق ومزايدات قد تعجل بانفجار هذا التحالف الحكومي أو الذهاب لانتخابات سابقة لأوانها”.
وأضاف المتحدث، أن “هناك أمورا قد تكون أعمق من الاختلافات الأيديولوجية، وأن هذه التصريحات المتبادلة وراءها تدافع سياسي يراد به التموقع في المشهد السياسي المغربي الذي قد يشهد تغيرات كبيرة سيكون لها تأثير على التحالف الحكومي نفسه، خاصة إعادة انتخاب رئيس مجلس المستشارين وتداعيات إعفاء كاتبة الدولة في الماء”.