القناة ـ محمد أيت بو
ما زالت تداعيات بلاغ الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، الصادر حديثاً، حول أسباب زلزال الحوز الذي خلف خسائر مادية وبشرية ضخمة، مستمرة، فبعد استقالة القيادي عبد القادر اعمارة، دخل على الخط كل من الوزيرين السابقين محمد يتيم، وخالد الصمدي للرد على بلاغ عبد الإله بنكيران.
بلاغ شارد وغير موفق
وقال المسؤول الحكومي الأسبق والقيادي في حزب العدالة والتنمية محمد يتيم، إن “البلاغ الصادر باسم الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، لا يمثلني، فهو بلاغ غير موفق، وشارد، وغير مناسب من عدة زوايا”.
واعتبر يتيم أن بلاغ حزبه “غير موفق من زاوية أن حزب العدالة والتنمية حزب سياسي، وكان من المفروض أن يتناول الموضوع من زاوية سياسية واجتماعية بالأساس، وأن يبتعد عن إثارة قضايا جدلية وكلامية”.
وأورد المسؤول ذاته، في تدوينة مطولة على حسابه الشخصي بـ”فيسبوك”، أنه “في زلزال الحوز مراكش سقطت وتضررت مساجد، ومدارس ومرافق عامة لا تقترف فيها المعاصي”.
وأضاف “في المناطق الجبلية الفقيرة التي ضربها الزلزال . الناس المتضررون أبعد بالمقارنة مع مناطق أخرى عن المعاصي والفساد الأخلاقي ، وفي كل المناطق توجد استثناءات”.
وتساءل: “فكيف يمكن أن نجزم أو حتى أن نحتمل بأن زلزال منطقة الحوز وتارودانت عقاب إلهي عن معاصي مقترفة، أو يمكن أن يكون كذلك؟”.
سنة الابتلاء
من جانبه، خالد الصمدي، الوزير السابق، والقيادي في حزب العدالة والتنمية، قال إن “سنة الابتلاء تدور في الذكر الحكيم بين ثنائيات واحتمالات لا مجال فيها للقطع والجزم والثبات”.
وأبرز أنه “الله تعالى وضع سنة الابتلاء في هذه الدائرة من الثنائيات والاحتمالات وحجب عن الإنسان غايتها ومقصدها واستأثر سبحانه بعلمها لحكمة أرادها، ليعيش الإنسان على التفاؤل والأمل بين الخوف والرجاء والمعصية والتوبة والغفران”.
وأشار إلى أن “وحده سبحانه الذي يكشف في كل صورة من صور الابتلاء عن مقصدها حين يشاء كما ورد ذلك في عدد من قصص القرآن”، مضيفاً “فلا يحشرن أحد نفسه بين الله وعباده في حكمته ومقصده من ابتلائه لعباده بلا حجة ولا برهان”.
أولى الاستقالات
وأعلن القيادي في حزب العدالة والتنمية، ووزير التجهيز والنقل واللوجستيك الأسبق عبد القادر اعمارة، أمس الإثنين، استقالته من حزب “البيجيدي”.
وعن أسباب الإستقالة، كتب اعمارة على حسابه الشخصي في “الفيسبوك”: “بقلب يعتصره الألم على ما آلت إليه تجربة حزب العدالة والتنمية، فإني أعلن عن إستقالتي من الحزب وكل هيآته منذ هذه اللحظة”.
ويأتي قرار اعمارة على إثر ما يعرفه الحزب الإسلامي من اندحار تنظيمي وسياسي، بعد انتخابات 8 شتنبر 2021 التي مني فيها بهزيمة مدوية، وفقد فيها رصيده الانتخابي والسياسي والتنظيمي.
وآخر تجليات هذا الاندحار السياسي، بلاغ الحزب الإسلامي عقب اجتماع أمانته العامة، السبت، برئاسة عبد الإله بنكيران، والذي أرجع فيه أسباب زلزال الحوز الذي خلف خسائر بشرية ومادية ضخمة إلى الذنوب والمعاصي في الحياة الفردية والسياسية.
بلاغ الـpjd آثار سخرية عارمة لدى نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما في مضمونه وذلك بعد ربطه كارثة الزلزال بـ”المعصية واعتباره تذكيرا بالرجوع إلى الله”.
وأكد المتابعون للشأن السياسي والحزبي، أن البلاغ الأخير لحزب العدالة والتنمية تعبير عن “حالة التيه والشرود التي يعيشها الحزب”، وذهب آخرون إلى اعتبار أن الحزب يعيش “حالة اكتئاب سياسي حاد”.