القناة – محسن أبناو
كشف تقرير مطول لصحيفة “هآرتس” العبرية، أنه وسط “التراجع الحاد” في زيارات كبار المسؤولين الإسرائيليين الى الدول العربية، في الآونة الأخيرة، واعتبار المغرب أبرز وجهة لهؤلاء، إلا أن الرباط أحرجت إسرائيل دبلوماسيا إثر تصاعد أنشطة الاستيطان وعنف المستوطنين ضد الفلسطينيين.
وقالت الصحيفة إن “المغرب هو البلد العربي الأكثر زيارة من قبل قادة الائتلاف الحكومي الإسرائيلي (الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو) منذ أدائه اليمين الدستورية، حيث استضافت الرباط وزيرة النقل الإسرائيلية ميري ريغيف، ورئيس الكنيست أمير أوحانا”.
وأكدت على أنه: “ومع ذلك، تسبب المغرب في إحراج دبلوماسي لإسرائيل الأسبوع الماضي عندما أعلن أنه سيلغي الاجتماع المقبل لمنتدى النقب الشهر المقبل، ردا على تحركات إسرائيلية لتوسيع مستوطناته بشكل كبير في الضفة الغربية”.
وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، قد أعلن تأجيل “منتدى النقب” على خلفية “الأوضاع السياسية بالمنطقة”، في إشارة للاستيطان الإسرائيلي، وفق صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية.
وعُقد منتدى النقب لأول مرة في مارس 2022، ويضم وزراء خارجية إسرائيل والولايات المتحدة والمغرب ومصر والبحرين والإمارات العربية المتحدة.
وتم تأجيل الاجتماع الأخير عدة مرات منذ تولي حكومة نتنياهو الحالية السلطة، و”ليس من الواضح ما إذا كان سيتم عقده أم لا؟!”، بحسب التقرير.
ومنذ أواخر ديسمبر 2022، يقود نتنياهو حكومة تضم أحزابا من أقصى اليمين الديني والقومي، وتعمل على تعزيز الاستيطان في الأراضي الفلسطينية بما في ذلك القدس الشرقية، التي يتمسك بها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم المستقبلية.
وفي سياق ذي صلة، قالت الصحيفة العبرية إن “الأشهر الستة الأولى من ولاية بنيامين نتنياهو السادسة لرئاسة الوزراء، شهدت انخفاضا كبيرا بعدد زيارات كبار المسؤولين الإسرائيليين إلى الدول العربية، مقارنة بالمدة نفسها من حكومة نفتالي بينيت – يائير لابيد”.
وأشارت إلى أن “نتنياهو زار دولة عربية واحدة فقط وهي الأردن خلال تلك الفترة، بينما سافر بينيت في الأشهر الستة الأولى له إلى الإمارات والأردن ومصر”.
وأضافت الصحيفة: “كانت زيارة بينيت للإمارات هي الأولى من نوعها لرئيس وزراء إسرائيلي والأولى من نوعها لمصر منذ عقد”.
وتابعت: “بعد توليه منصبه مباشرة، قام وزير الخارجية الحالي إيلي كوهين بأول زيارة للسودان وهي الأولى لوزير إسرائيلي، لكنه لم يزر أي دولة عربية أخرى”.
“بينما زار وزير الخارجية بالحكومة السابقة يائير لابيد، الإمارات والبحرين والأردن ومصر والمغرب، وكانت رحلته إلى البحرين الأولى من نوعها لوزير إسرائيلي”، وفق المصدر.
وأوضح التقرير أن “بيني غانتس، وزير الدفاع بالحكومة السابقة، سافر إلى البحرين والمغرب خلال الأشهر الستة الأولى من توليه المنصب، في حين لم يزر وزير الدفاع الحالي يوآف غالانت، أي دولة عربية منذ توليه منصبه، لكنه التقى نظيريه من البحرين والإمارات على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن في فبراير الماضي”.
وجاء في التقرير: “في الأيام الأولى لحكومة نتنياهو الحالية، جرت زيارتان بدا أنهما إشارة إلى دفء العلاقات بين إسرائيل والعالم العربي، حيث توجه نتنياهو جوا إلى الأردن في يناير 2023 للقاء الملك عبد الله، في اجتماع استمر عدة ساعات”.
وأضاف: “وبعد أسبوع، سافر كوهين إلى السودان، حيث قال إن البلدين يعملان على توقيع اتفاق سلام”.
وتابع التقرير: “لكن منذ هاتين الزيارتين تلطخت علاقات إسرائيل مع العالم العربي بالأحداث في الأراضي الفلسطينية، حيث تم تأجيل زيارة نتنياهو المخططة إلى الإمارات، والتي كان من المفترض أن تتم في يناير (الماضي)، ولم يتم تحديد موعد جديد للزيارة”.
وأشار إلى أن “الإمارات والأردن ومصر أصدرت في الأشهر الأخيرة بيانات استنكار لخطط إسرائيل بناء المزيد من المنازل في المستوطنات، ولتصريحات سموتريتش حول محو قرية حوارة الفلسطينية”.