القناة – محمد بودويرة
في تصعيد غير مسبوق يعكس التوتر المتزايد بين الجزائر وجبهة البوليساريو، اندلعت أول أمس الثلاثاء، مواجهات عنيفة بين الدرك الجزائري وعناصر من الجبهة الانفصالية في مخيمات تندوف بالجارة الشرقية.
ووثق شريط فيديو متداول على منصات التواصل الإجتماعي، مواجهات مسلحة عنيفة بين الدرك الجزائري وعناصر البوليساريو، استخدم فيها الرصاص الحي.
الشريط الذي نشره المرصد الأطلسي للدفاع و التسليح، أظهر ”مشاهد غير مسبوقة في مخيمات تندوف، حيث اندلعت مواجهات ومناوشات بالرصاص الحي بين عناصر من تنظيم البوليساريو و عناصر من الدرك الجزائري”.
https://twitter.com/DefenseAtlas009/status/1886934550564982849
وقال المرصد إن المواجهة “اندلعت عند أحد الحواجز التي تسيطر عليها عناصر من تنظيم البوليساريو في تندوف، إذ تشير المعلومات إلى أن الاشتباكات بالرصاص الحي تسببت في سقوط جرحى من الطرفين في حين أكدت معلومات أخرى عن وجود قتلى”.
ووفق المعطيات المتوفرة فإن هذه الاشتباكات قد تكون بداية لمرحلة جديدة، تتسم بتراجع الهيمنة الجزائرية داخل المخيمات، وسط تزايد مؤشرات السخط الشعبي الجزائري تجاه استمرار دعم البوليساريو.
فقد تحولت هذه القضية التي كانت تطرح على أنها مسألة قومية في الخطاب الرسمي، إلى ملف يثقل كاهل البلاد اقتصاديا وسياسيا، خاصة في ظل الأوضاع الداخلية المتوترة التي تشهدها الجزائر.
مواجهات أول أمس الثلاثاء، تضع النظام الجزائري أمام خيارين لا ثالث لهما إما الاستمرار في دعم البوليساريو رغم تصاعد الخلافات، مما قد يؤدي إلى مزيد من الصدامات، أو البحث عن مخرج يحفظ ماء الوجه دون الانزلاق نحو مواجهة شاملة قد تكون تداعياتها أكبر مما يمكن للنظام تحمله.
وفي ظل هذا الواقع يبدو أن الجزائر قد تجد نفسها مضطرة إلى إعادة النظر في استراتيجيتها تجاه الجبهة، سواء من خلال تغيير سياسات الدعم أو البحث عن حل سياسي يقيها المزيد من الاضطرابات.
وفي المحصلة، تكشف أحداث تندوف أن العلاقة بين الجزائر والبوليساريو لم تعد كما كانت، وأن التوترات الحالية قد تشكل نقطة تحول فارقة في مسار هذا الملف.
ويبقى السؤال المطروح هل تتحرك الجزائر لإعادة ضبط إيقاع العلاقة مع الجبهة، أم أن الأمور ستتجه نحو مزيد من التصعيد الذي قد يعيد رسم خريطة النفوذ في المنطقة ؟