القناة : متابعة
انتقل الى عفو الله صباح اليوم بأحد مصحات الرباط المناضل الأستاذ إبراهيم أخياط و ذلك بعد معاناة طويلة مع المرض لم ينفع معه علاج. وسيوارى الراحل الثرى عصر اليوم بمقبرة الشهداء بالرباط.
و يعتبر إبراهيم أخياط نموذجا للرواد المغاربة الذين ردوا الاعتبار للأمازيغية لغة وثقافة وهوية. فقد عمل الاستاذ إبراهيم أخياط ،المثقف والجمعوي،على مدى نصف قرن، على النهوض بالأمازيغية باعتبارها رصيدا لجميع المغاربة الشيء الذي أهله ليكون أحد الرواد الأوائل الذين بصموا مسلسل رد الاعتبار للأمازيغية لغة وثقافة وهوية.
وحظي الاستاذ أخياط طيلة حياته بتقدير واحترام الفاعلين في حقول السياسة والثقافة والمجتمع المدني ،ليس فقط من طرف الذين يتقاسم معهم نفس القناعات بل حتى الذين يخالفونه الرأي ، بفضل الخصال التي يتحلى بها علاوة على تملكه لأساليب التواصل والاقناع والانفتاح على الجميع.
ويعد الاستاذ أخياط ،الذي ولد سنة سنة 1941 بمنطقة أيت باها القريبة من اكادير والذي انتقل وهو صغير السن إلى الرباط حيث تابع دراسته من التعليم الابتدائي إلى التعليم الجامعي، من مؤسسي جمعية الجامعة الصيفية بأكادير سنة 1979 ورئيس اللجنة التنظيمية لدوراتها الأربع 1980 – 1982 – 1988 – 1991، كما أسس أول مجموعة موسيقية عصرية أمازيغية “أوسمان” سنة 1974.
وشغل أيضا منصب مدير أول مجلة أمازيغية “أمود” (بذور) الصادر عددها الأول بتاريخ أبريل 1990، ومدير جريدة “تامونت” (الاتحاد) الصادر عددها الأول بتاريخ: فبراير 1994، وأول منسق وطني للجمعيات الأمازيغية بالمغرب 1993 – 1996 ورئيس أشغال الكونغريس العالمي الأمازيغي المنعقد بمدينة ليون الفرنسية صيف 1999،وعضو مجلس إدارة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ورئيس لجنة الشؤون الثقافية والتربوية والتواصل بالمجلس بعد تأسيسه.
أما مساهماته الفكرية فيمكن إجمالها على سبيل المثال في ديوان “تابرات” (الرسالة) بالأمازيغية سنة 1992،وكتاب “لماذا الأمازيغية؟” سنة 1994، وكتاب “رجالات العمل الأمازيغي: الراحلون منهم” سنة 2004، وكتاب “الأمازيغية هويتنا الوطنية” سنة 2007 و”النهضة الأمازيغية كما عشت ميلادها وتطورها” سنة 2012.
وانطلاقا من هذا الرصيد المعرفي والنضالي للأستاذ أخياط على مدى زهاء خمسين سنة ، لا يمكن الحديث عن الحركة الامازيغية دون ذكر اسمه وذلك بالنظر الى مساهماته الغنية والمتنوعة في مجال رد الاعتبار للامازيغية معتمدا في ذلك على خطاب عقلاني ومنفتح يقوم على الاحترام والانصات والذي توج ببلوغ الأمازيغية وضعية الترسيم في دستور المملكة.
ويعتبر الراحل أخياط المؤسس الحقيقي للحركة الأمازيغية بالنظر الى درجة انخراطه في أنشطتها المختلفة بتفان تام منذ مبادرته بتأسيس الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي سنة 1967 وإطلاق الجمعية الصيفية في أكادير سنة 1979 وتوقيع “ميثاق أكادير” سنة 1991.