رغدة قبوري
هي من أقدم المدن العالمية، هي باب الشرق المغربي، هي تازة المدينة المغضوب عليها، أصابتها لعنة تاريخية أوقفت عجلة اقتصادها. اشتهرت بتمردها منذ عصر “بوحمارة” وصولا إلى محاولة الإنقلاب في 1972 الذي قادها جنرالات المدينة.
هي نقطة الالتقاء بين سلسلة جبال الريف شمالا وجبال الأطلس المتوسط جنوبا، تعتبر وصلة الربط بين المنطقة الشرقية والغربية الذي جعلها تاريخيا حصنا متقدما، وممرا حيويا.
أصبحت اليوم المدينة المهملة والمنسية عند سفوح أعلى قمة جبلية في الأطلس المتوسط، جبل بويبلان، ومهمشة اقتصاديا في صندوق العزلة والإقصاء، هي أكثر المدن نسيانا في خريطة المغرب السياسي.
تحولت من عاصمة للموحدين ومن أقدم المدن العالمية ومن أهم نقطة تحول من حكم لآخر، إلى المدينة رقم “واحد” في اللائحة السوداء، تبعتها لعنة وألقيت في دائرة المنفيين، وشطب عليها من مخططات تنمية الاقتصاد المغربي النافع وغير النافع على حد سواء.
كثيرون هم المغاربة من يجهلون أن للمدينة مؤهلات سياحية رائعة و ثروات مهمة.
لعبت أدوارا طلائعية في مقاومة الاستعمار، وفي إرساء استقرار المغرب كقلعة عسكرية.
لا يتذكر عديد من المغاربة من شخصياتها إلا “بوحمارة” تهكما، وينسون أن لها أبناء تجاهلوها جحودا من أعلى مناصبهم السياسية في مراكز السلطة بالبلاد، ويديرها سياسيون يستغلون الوضع الذي تقوم عليه المدينة لمصالحهم الشخصية والمهنية و ينسون أن للمدينة دين عليهم.
في شتنبر 2008، سيقوم الملك محمد السادس بزيارة تاريخية لمدينة تازة، وهي آخر زيارة لحدود الساعة، والتي شكلت وقتها أرضية لإطلاق مجموعة من المشاريع ذات الطابع الاجتماعي، تروم تحسين ظروف عيش السكان المحليين، وتكرس قيم التضامن، وترسي مقومات العيش الكريم.
الزيارة أضفت دفعة لتنزيل مشاريع ترمي دعم البنيات التحتية الاجتماعية الأساسية بالمدينة، وتقديم الخدمات الطبية للمواطنين، والنهوض بأوضاع المرأة.
لكن، منذ ذلك الحين لا تغير ولا تطور منذ تلك الزيارة، ما جعل المغاربة يرفعون شعارا بات مشهورا هو “تازة قبل غزة”، حيث لا تزال الساكنة تترقب بشوق زيارة ملكية للمدينة كما حدث قبل 12 عاما من أجل رفع العزلة عنها وجعلها واجهة للتنمية مثل عدد من المدن المغربية، بجانب تحسين أحوالها الاقتصادية وإعطائها حقها كباقي ربوع المملكة.